حسن شحاته الحاقد على العروبة..!
الجمعة 05 مارس 09:47AM 2010
أحياناً تصاب بإحباط وأنت تقرأ لشخص متناقض بين مقال وآخر، هذا الاحباط ترتفع وتيرته حين يكون التناقض كل أسبوع، ويصل مداه إذا كان الكاتب من كتاب المقالات اليومية.
يختلط إحباطك باليأس إن كان الكاتب يتناقض في نفس المقال، فتشعر بأنه ليس ثمة أمل في إصلاح تلك الذهنية التي يمكن لها أن تتناقض في مقال واحد.
وهذا ما حدث لي وأنا أقر مقالا للكاتب والصحافي والمعلق ورئيس تحرير القسم الرياضي في التلفزيون الجزائري الأخ حفيظ دراجي.
فهو وبعد أن شن هجوما عنيفا على مدرب المنتخب المصري حسن شحاته، وأنه ـ أي شحاتة ـ كشف عن حقده الدفين للجزائريين والعرب، يقول المتناقض دراجي في مقاله: "ومعنى ما يقول أنه سيشجع أمريكا وانجلترا على حساب الجزائر لأن الجزائر احتلت بلده واعتدت على حرمته وشرفه وشاركت في العدوان الثلاثي على مصر وأهانتها ووقفت إلى جانب إسرائيل ووو... أما أمريكا وانجلترا اللتان سيشجعهما شحاتة فهما بلدان شقيقان وصديقان يجمعه معهما الدين والعروبة والتاريخ المشترك، ويحبان الخير لمصر ووقفا إلى جانبها في حربي 1967 و1973، والى جانب مصر ضد إسرائيل، وسيقفان إلى جانبها عند المحن".
ثم وبعد كل هذا الهجوم العنيف والعزف على العروبة والإسلام، يتساءل: "لماذا تم الهجوم على طارق ذياب عندما دعا إلى عدم الخلط بين الكرة والعروبة"؟
من المهاجمون؟
يجيب دراجي: "الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على العروبة والإسلام"، ولست أدري هل هو هنا يشمل نفسه أيضا كمتاجر بهذه المصطلحات التي تستخدم ضد كل شخص يخالفك الرأي أو التشجيع؟
من المؤكد أنه لا ينظر لنفسه كأحد المتاجرين، فهو مثل الكتاب "القومجية والإخوان" يرى نفسه المتحدث الرسمي المنصب من الشعوب العربية للدفاع عنها.
المثير للحنق والغضب في مثل هذه المقالات الساذجة، أنه وبعد تجريد حسن شحاتة من الانتماء للعرب والإسلام، يعود ليستخدم مصطلحا آخر، ليمنع أي شخص أن يختلف معه، إذ يقول القومجي الرياضي دراجي: "لا أريد الذهاب بعيدا في مقالي احتراما لمشاعر كل الشرفاء والنساء والرجال الأوفياء في مصر من أمثال محمد أبوتريكة".
لماذا أبو تريكة؟
لأنه أكد وقوفه وتشجيعه للمنتخب الجزائري، أي من لن يشجع المنتخب الجزائري، لن يفقد عروبته وإسلامه فقط، بل ولن يصبح من الشرفاء المصطفين عند دراجي.
خلاصة القول، لا أحد أضر الدول العربية في السياسة والرياضة إلا أولئك الذين يحملون عقولا متناقضة كعقل دراجي، الذي يعتقد أنه وحده مالك الحقيقة، ووحده يحدد لنا من هو الوطني ومن هو الخائن ومن هو المسلم ومن هو ضد الإسلام، ومن هو الشريف، ومن هو لا يستحق لقب الشرفاء.
هذه العقلية لا تقبل التعدد والتنوع ولا حرية الرأي أو التشجيع ما لم يكن رأيك صدى لها، وإن لم تفعل هذا فأنت ضد الإسلام والعروبة والشرفاء أيضا.
المحزن في كل هذا أن هذه العقول المتناقضة والمتطرفة والرافضة لحرية الرأي والتعددية، مناط بها رفع الوعي في المجتمعات العربية، مع أنها تحتاج إلى من ينشر في رأسها الوعي أولا، وأن عدم تشجيع منتخب ما لا يعني الخيانة والتخلي عن الشرف.
نقلا عن جريدة سوبر الامارتية
الحاقدين على العروبة