تعريف الاسطورة في كرة لسلة:
كما أشار فراس في رده على جاك او هادي في الموضوع المذكور ( و أتمنى من صاحب الموضوع التعريف بفسه و أن يفخر بكتاباته) فان كلمة اسطورة مطاطة و صعبة التعريف في الرياضات الجماعية و خصوصا كرة السلة.فاذا اعتمدنا على الألقاب لأصبح روبرت هوري اسطورة و اذا اعتمدنا على معدلات لتسجيل العالية لأصبح تريسي مكريدي اسطورة و اذا اعتمدنا على جوائز أعلى لاعب قيمة في الموسم العادي لأصبح ستيف ناش اسطورة و اذا اعتمدنا على الجائزة في النهائيات لأصبح تشانسي بيلوبس اسطورة و اذا اعتمدنا على الدفاع لاصبح بروس بوين اسطورة..
المذكورون لاعبون ممتازون و منهم من متجه لقاعة المشاهير لكن لن يوصف احدهم بالاسطورة الا ربما من مشجعيهم.
فاذا من هو اللاعب الاسطورة؟ آلاف مؤلفة من اللاعبين مروا على هذا الدوري و هناك حفنة قليلة منهم يوصفوا بهذا الوصف بالاجماع : مايكل جوردان و بيل راسيل و ويلت تشامبرلين و جيري ويست و اوسكار وربرتسون و لاري بيرد و ماجيك جونسون و قليل من الأسماء
القاسم المشترك بين هذه الأسماء أنها حققت كل شيء أو على الأقل معظم ما يمكن تحقيقه,البطولات و الجوائز الجماعية و الفردية و الأرقام القياسية و حمل المسؤولية تحت الضغط و القيادة و لقطات ابداع ستبقى في الذاكرة و فعلت ما فعلته لفترة طويلة و بمستوى ثابت و بأسلوب مميز فريد فصلها عن البقية,هذه الصفات مجتمعة بكلها أو بمعظمها على الأقل هي من جعلتهم أساطير و غياب بضع منها عن سيرتهم الذاتية كان ليبعد الوصف عنهم, و هذا ما يجعل الكلمة محصورة بعدد معين من اللاعبين لانه يتطلب نخبة محدودة من اللاعبين ليحققوا كل هذا. فبالعودة تريسي مكريدي لم يجتز الدور الاول من الاقصائيات و بروس بوين لم يسجل النقط و روبرت هوري لم يكن حجر زاوية في البطولات التي ربحها و ستيف ناش لم يلعب الدفاع و تشانسي بيلوبس لم يذهلنا بشيء خارق و هكذا..
ردا على فقرة كيف أصبح كوبي براينت أسطورة
في تلك الفقرة كثير من المغالطات التي تستخف بعقل القارىء:
-اعتبار أن فريق البولز الذي لعب له مايكل جوردان فريق عادي و اسقاط اسم سكوتي بيبين واحد من أفضل اللاعبين في التاريخ و واحد أفضل المدافعين الذين مروا على اللعبة الى جانب دينيس رودمان و رون هاربر و هورانس غرانت و كلهم كانوا الى جانب مايكل في ذلك الفريق الدفاعي المرعب,بالاضافة الى جون باكسون و طوني كوكوش و ستيف كير المسددين القاتلين و غيرهم من الأسماء,المدرب كان فيل جاكسون أعظم مدرب بالتاريخ
في الحقيقة بامكاننا بنفس طريقة تسخيف مسيرة كوبي التي قام بها الكاتب أن نسخّف اسم مثل مايكل جوردان! بالسيناريو المشابه التالي:
"مايكل جوردان لاعب أناني بقي منذ قدومه للدوري حتى عام 90 و هو يحرز لقب الهداف و يحقق معدلات عالية ويسدد 25-30 مرة بالمباراة و لم يجتاز الدور الأول من الاقصائيات قبل أن يحصل على رفاهية تدريبه من قبل فيل جاكسون و قيام البولز باختيار سكوتي بيبن من الدرافت و التعاقد مع بقية الأسماء و هو لم يحرز بطولة واحدة بحياته دون فيل جاكسون او سكوتي بيبين و المذكورين حققوا نجاحات بدونه أكثر من التي حققها بدونهم فجاكسون ربح 4 بطولات مع الليكرز و بيبين وصل نهائي الغرب مع بورتلاند"
.لاحظوا صعوبة ما حققه مايكل جوردان و سهولة تدميره بطباعة عدة كلمات
-اعتبار كوبي براينت في الفريق الذي حقق 3 بطولات من 2000 الى 2002 لاعب مكمل بالفريق أشبه بديريك فيشر أو ريك فوكس أو حتى باو غازول,الكلام سهل لكن التاريخ و الذاكرة و الأرقام لا تكذب فبراينت في تلك الفترة كان المدافع الاول بالفريق و دائما يحرس المهاجم الأقوى في الفريق الاخر الى جانب اخذه مسؤولية التسديدات الحاسمة في كل مباراة و مبارياته الهائلة ضد ساكرمنتو و بورتلاند و انديانا و السبيرز و غيره أكثر مما تعد و تحصى و الأرقام لا تحكي كل القصة,على كل معدلات براينت كمتوسط في المباراة الواحدة في السنوات الثلاثة المذكورة تحديدا هي على الشكل التالي:
في الموسم العادي: 25 نقطة,6 ريباوند, 5 أسيست, 1.6 ستيل
في الاقصائيات: 26 نقطة, 6 ريباوند, 5 اسيست, 1.5 ستيل
هذه أرقام من فئة النخبة,لمجرد وجود جبل ثاني في الفريق بمستوى خارق و أرقام مرعبة و هو شاكيل اونيل فهذا لا يعني طمس غيره و براينت كان الى جانب شاك و ليس خلفه
-تضخيم و تهويل كتيبة الليكرز في موسمي 2006 و 2007 طبعا بهدف تقزيم ما فعله كوبي في الموسمين المذكورين,لامار ليس لاعب خيالي و الكل يعرفه فلا داعي لنخدع أنفسنا,نعم لامار اودوم لاعب جيد لكن ثاني أفضل لاعب في كل فريق تقريبا في تلك الفترة كان أفضل منه هذا بدون التطرق لقصة عدم ثبات مستواه,
كوامي براون و سموش باركر من لعبوا في مركزين حساسيين لليكرز في تلك الفترة كلاعب ارتكاز و صانع ألعاب على التوالي هما أسوء 2 أساسيين ليس فقط في تلك الفترة بل في تاريخ الدوري و هذا كافي ليدمر أي فريق و بقية الأسماء مثل كريس ميم و ايفانز و بريان كوك لا أعرف ان كان احد يذكرهم لأنهم أقل من أن يعلقوا في الذاكرة
لا أعرف كيف لأحد ان يجادل بأن براينت كان أناني في تلك الفترة ! تحقيق معدل 35 نقطة في المباراة و سجل رابح و ذهاب للاقصائيات للفريق هو انجاز تاريخي لمثل ذلك الفريق,قد لا يقدر البعض صعوبة تحقيق أرقام شخصية عالية في فريق لا يملك أسلحة داعمة و كل الانتباه الدفاعي يكون على مهاجم واحد ايقافه كفيل بخسارة فريقه
-عدم الاخذ بعين الاعتبار أن الليكرز كان يمر في تلك الفترة بمرحلة اعادة بناء تحدث مع اي فريق و حدثت مع ليكرز كوبي و شاك الذين كانوا يتعرضون للسحق من قبل يوتاه مثلا في الاقصائيات قبل أن يبدؤوا بربح البطولات و ألم يمر مايكل جوردان بمرحلة مشابهة منذ وصوله للدوري حتى ربحه اللقب حيث كان يبدع و لا يلقى مساندة و لا يصل بالفريق لاي نجاز؟, من السطحية بالتفكير أن نعتبر ان شاك خرج و انهار الليكرز,شاك و بيتون و فيشر و مالون و معظم أسماء ذلك الفريق رحلت و بدأت رحلة اعادة التجديد و الدليل الأكبر عودة الليكرز للواجهة و نجاح كوبي بربح البطولات مرة جديدة و مع أسماء مختلفة
-من جديد تضخيم و تهويل كتيبة الليكرز التي ربحت اللقب عام 2009 و التحدث بالتفصيل عن عظمة تريفور اريزا كأنه اسطورة زمانة!
نعم أريزا كان رائع و ساعد الفريق للقب و كذلك لامار و فيشر و بقية الأسماء و خصوصا باو غازول كان هائلا و كوبي لم يكن ليربح لولاهم, لكن و ماذا في ذلك؟ و هل ربح دانكان بدون أمثال جينوبولي و باركر و هل ربح غارنيت بدون بيرس و آلين و هل ربح جوردان بدون سكوتي و هل ربح ماجيك جونسون بدون كريم عبد الجبار ؟و هل ربح اوسكار بدون كريم ؟
الجواب على كل هذه الأمثلة و أي مثال مشابه هو لا,اللعبة لعبة جماعية و أكيد بحاجة لمجموعة متجانسة و متميزة لتربح اللقب و لاعب واحد لم و لن يفعلها,لكن هذا لا يعني أن نقلل من دور حجر الزاوية و قائد المجموعة,براينت الذي حقق في النهائي معدل 32 نقطة 7 اسيست 6 ريباوند و كان معدلات قياسية لم تحدث في تاريخ النهائيات
الآن لماذا نعير براينت بقوة زملائه و لا نعير بقية المخلدين في تاريخ اللعبة؟ و هل باو غازول أفضل من كريم عبد الجبار أو سكوتي بيين مثلا؟!
-من قال أن شاكيل أونيل ليس أسطورة؟! و من يجرؤ على مثل هذه الهرطقة؟ نعم هو أسطورة لن تتكرر و أكثر لاعب مسيطر في تاريخ اللعبة و كان الى جانب كوبي بربح البطولات و له فضل بنسبة صغيرة اضافية عن براينت في الألقاب الثلاثة كونه كان في أوج عطائه و نضجه و الخيار الأول للفريق,لو كان مايكل جوردان بعمر براينت مكانه في الفريق وقتها لكان شاك الخيار الأول و هذا منطق لا عيب فيه, لكن هنا لا نتحدث عن مساهمة كوبي الى جانب شاك مثل مساهمة باو الى جانب كوبي فالفرق هائل بين الوضعين. الأمر بين شاك و كوبي أشبه بخيار 1 و خيار 1 مكرر .
لماذا كوبي اسطورة الليكرز الأولى هذا العقد؟ لان شاك لم يلعب لهم كفاية و لأن الليكرز مع براينت حقق أكثر مما حققه الليكرز مع شاك,طبعا باخد بعين الاعتبار ان براينت كان الى جانب شاك و بالتالي حققوا نفس الشيء للفريق. هذا ليس انتقاص من شاكيل اونيل.
-فكرة انه لو وضعنا كوبي او ليبرون او دورانت او غيره مكان كوبي لربح الليكرز و نافس هو كلام فارغ و مضيعة للوقت لانه وضع تخيلي مستحيل اثباته او نفيه فمناقشته سخيفة, نحن نناقش ما حدث و ليس ماذا لو, و الا بنفس المبدأ أقول مثلا لو انتقل غارنيت في 2004 الى الليكرز لربح الليكرز 5 بطولات متتالية بقيادة كوبي الذي كان سيربح mvp الموسم لعادي و النهائيات كل سنة,أو أقول لو وضعنا لاعب اخر غير جوردان في نفس الظروف لربح نفس عدد البطولات. ما الفكرة من هكذا طرح؟ لا شيء.
لماذا كوبي براينت أسطورة
قبل الحديث لا بد من النظر الى أن كوبي براينت بعمر 31 سنة و هو بعزه و ما زال لديه من يعلم 3-5 سنوات في جعبته ليضيف آلاف النقط و مئات التمريرات و الريباوند و ربما بضع بطولات و جوائز و يكسر المزيد من الأرقام القياسية كما يفعل كل شهر و من غير العادل أن نحكم عليه اليوم قبل أن يعتزل و العداد ما زال يعمل و لكن مع ذلك و رغم غياب هذه الأفضلية,
نعم كوبي براينت اليوم أسطورة و ذلك قياسا على بقية أساطير اللعبة الذين تحدثنا عنهم في بداية الموضوع و كيف أضحوا أساطير لأنهم حققوا كل شيء و ليس بضعة أشياء و بدون الدخول بتفاصيل الأرقام المملة و الظروف لانه لا احد يستعملها ضدهم فكلهم يوما ما كان هناك لاعب افضل منم في الفريق و كلهم كان لجانبهم نجوم و لعبوا ضمن فرق قوية و كلهم مروا بفترات جفاف لم يربح فيها فريقهم شيءو بالتالي نحكم على الجميع بنفس المعايير و كوبي قياسا بهم:
-البطولات ربح 4 منها كعنصر اساسي
-الجوائز الفردية من أكثر لاعب قيمة في الدوري الى أكثر لاعب قيمة في النهائيات و أكثر لاعب قيمة في مباراة النجوم و بطل السلام دانك و غيرها كلها موجودة
-تواجد دائم في الفريق الأول للدوري و مباراة كل النجوم
-تواجد دائم في الفريق الدفاعي للدوري
-تواجد دائم بين المرشحين لجائزة أكثر لاعب قيمة لفريقه
-أرقام قياسية لا تعد و لا تحصى
-أسلوب مميز و تقنية لا مثيل لها و تسديدات بطريقة مسجلة باسمه
-تسديدات رابحة للمباريات لا تعد و لا تحصى
-القيادة
-اللعب على جانبي الملعب و عدم الاكتفاء بكونه من أفضل المهاجمين في التاريخ بل مدافع من الطراز النادر أيضا
-العمل المستمر و التحسن المستمر و الاحتراف و الجدية لابعد الحدود
-لقطات للذاكرة و تسجيل مئات من تسديدات من وضعيات مستحيلة و بدرجة صعوبة هائلة
-الامتاع و الاذهال
-احترامه من مدربي الدوري و لاعبيه السابقين و نظرائه اللاعبين و تحدثهم عنه بطريقة مبجلة تختلف عن تحدثهم عن البقية
-ثبات مستواه و قيامه بما يقوم به لسنوات طويلة
-مباريات ملحمية و أداء تاريخي على المسرح الكبير اي الاقصائيات
-مستوى خيالي للعب تحت الضغط
نعم الأرقام و الحقائق و الوقائع مجتمعة تخرس, و لا يوجد اسطورة في تاريخ اللعبة فعل شيء لم يفعله كوبي براينت لأنه لا يوجد شيء لم يفعله في كرة السلة. فاما لا يوجد اساطير نهائيا او يوجد و هو منهم و الفصل النهائي في حياته الرياضية لم يكتب بعد
الشمس لا تحجبها الغربال و الوقت سيخبرنا اين سيوضع كوبي براينت, مكانه في التاريخ حفظ سلفا بين أساطير اللعبة, السؤال هو فقط أين سيعتبر مركزه بين هؤلاء و ليس ان كان ينتمي لهم او لا
لكن الحقيقة الوحيدة المعروفة سلفا أن كوبي براينت سيكون أكثر لاعب محبوب و مكروه بنفس الوقت في التاريخ, طبعا نعرف الأسباب فمشجعوا الكثير من الفرق حطم قلوبهم بتدميره مع فريقه فرقهم و أحلامها مرارا و تكرارا و ان كانوا بمعظمهم يخجلوا من الاعتراف بها فيأتون بأعذار مضحكة مثل أكره طريقة احتفاله بعد السلة و عنجهيته !,
ربما مايكل جوردان محظوظ لانه في عصره لم تنتشر منتديات انترنت و الا لكان مشجعوا نيويورك و يوتاه و ميلووكي و الصنز و غيرها من الفرق التي دمرها على سبيل المثال كتبوا عنه بنفس الطريقة التي تكتب من قبل كارهي كوبي
هذا الموضوع يحوي رد على كلاسيكيات تعليقات الكارهين التي توجه لكوبي و اعتقد يشملها جميعها كوني سمعتها جميعها, لذلك حاولوا القدوم بشيء جديد
و في الختام السلام.