'' دمـــــــعــــــــــة يـــــــتــــــيـــــــــم ''

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
" دمـعـــة يــتــيــم "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ها نحن على أبواب الاحتفال بـ " عيد اليتيم "
و الذي لا يفصلنا عنه سوى ساعات معدودة .. فأردت في سياق ذلك أن اقف " وقفة يتيم "
لأرسم لكم بعضا من جوانبه في صورة فنية .. مما راق لقلمي و جال في خاطري .. " دمعة يتيم " .



بينما أنا جالس في مدينة الملاهي و الألعاب .. استرجع طفولتي المكسورة وسط الظلام الدامس ..
و مشاعري المهدورة في زحام الأحزان الموقدة .
استرعت الى ذاكرتي الصماء بقايا من سنين الجمر .. سنين الصبا الممزوجة بالحرمان الأسري
و الجوع العاطفي لمعنى كلمتي " أبي " أو " أمي " .. إحساس فضيع يسكنني ..
يتخلله نوبات قهر و شقاء و غيظ و يأس و سألم .. و احتياج صارخ لمعاني الدفء و الحنان و العطف ..
صرخات تسللت الى أعماقي .. طوقتني بأكبال من المعاناة .. كسجن رميت فيه بتهمة " اليتم " ؟؟



لحظات جافية و قاسية تجتاحني بين الحين و الأخرى .. كلما رأيت طفلا مبتسما و فرحا يشع وجهه نورا على نور
هذا ما زاد ضعفي و شجوني .. و ولت بي دفاتري الى الوسادة الخاوية .. و صارت بذلك ميزتي بين أقراني ..



حاولت أن أرى نفسي في كل طفل يلج باب المدينة لأعيش حالته
الآنية بكل جوارحي .. هذا طفل بين ذراعي أبويه .. وذاك ولد تطعمه أمه .. و هناك أب يلاعب صبيه ..
فما أصعب وضعي و ما أعظم واقعي .. و ما أقسى قدري .. و قدري إنسان وحيد ..
وجوه تغمرها السعادة و الغبطة و السرور بهذا الوجود .. و الكل من حوله موجود .



رحت بمخيلتي الى بعيد .. أتسلل بينهم كلص هارب ..
و استرق لحظاتهم المفعمة بالحب .. لاخترق المجال و كأن والديا على قيد الحياة و هما معي الأن ..
فأحسست أني املك كل الدنيا بين راحتيا.
ياله من شعور رااائع .. لكن ؟؟؟ لم ألبث هنيهة حتى عدت
الى صوابي و وعيي و حقيقتي المرة .. حينها استخلصت أنه شتان بيننا ..
فالابتسامة فارقتني قبل الاوان و من دون استأذان ..
و أضحى " اليتم " يعصرني في صمت رهيب و يذبح قلبي المهيب .. شعور يحرق مشاعري
و يدوس على أحلامي المغتصبة .. و يعذبني حتى و أنا مجتاز لسن البراءة ...



عراك دائم من تساؤلات ترهقني .. و صراع محتدم في نفسي
و اشكالات مختومة بعلامات استفهام .. تطرح بين الحين و الأخر .
لما انا يتيم ؟ لما كتب علي هذا الوضع الذي أثقل كاهلي ؟
أ ليس من حقي العيش بأبوين مثل بقية الخلق ؟ ضقت ذرعا من يتمي الذي استصغرني
و حط من قيمتي و كياني .. و صار يلاحقني كظلي .. " ظل يتيم " .




جائع أنا .. فمن يطعمني و ضمأن أنا .. فمن يسقيني
و من يفهمني غير أمي و أبي .
سؤال ألفته منذ صغري و لم يكن يعني لي الكثير.. و اذا به يكبر و يكبر مع كل يوم أجتازه في حياتي
و كل سنة تضاف الى عمري عذابا و ألما ..



قد استيقظت باكرا من حلمي القصير .. و من صراعاتي لأعاود الى واقعي المر بل الأمر ..
الى حقيقة مأساتي .. لأقنع نفسي أن الذي كنت فيه مجرد ترهة في لحظة ضعف ..
و انجراف في لحظة يأس .. فلم أجني من يقظتي إلا هبوط " دمعة حارقة " تتفنن في مداعبة جفني ..
و ملاطفة خدي .. لتعتزم رسم طريق لها في صخب و زحام أهاتي المتعددة و ألامي المتنوعة ..
حينها .. تأكدت أنني وحدي في عالمي مع دمعة .. هي " دمعة يتيم " .




أخواتي ، إخوتي الكرام:



اليـــكم المـجال مفــتـوح ؟